اجتاحت أجهزة الاستشعار والميكروفونات والتطبيقات الخاصة بمراقبة وتتبع النوم، العديد من الأسواق ومنافذ البيع عبر الإنترنت حول العالم، وسط تضارب حول جدواها وما إذا كانت صحية أم لا.
وقالت مجلة ”دير شبيجل“ الألمانية، في تقرير لها، اليوم الخميس، إن ”المزيد والمزيد من الناس أصبحوا يوثقون نومهم، على أمل الحصول على راحة أفضل ليلا، فضلا عن نيلهم دليلا مفصلا عن حالتهم المرضية والصحية“. وحسب ”شبيجل“، تحولت العديد من غرف النوم الحديثة إلى مختبرات لتكنولوجيا المراقبة. فيغرق الشخص المتعب على مرتبة تسجل تحتها المستشعرات كل حركة أثناء الليل – أو تتولى شاشة حساسة للحركة على منضدة السرير ذلك باستخدام الرادار. كما يوجد متتبع للياقة البدنية على الذراع يرسل معدل النبض وتشبع الأكسجين والحركات إلى التطبيق المقترن، أو حلقة على الإصبع يمكنها القيام بالكثير من ذلك. وتسجل عصابة الرأس موجات الدماغ، ويسجل الميكروفون الموجود على الهاتف الذكي ضوضاء الشخير.
أما المساعدات الأخرى فتخلق الإطار الخارجي لنوم هادئ، مثل مرشحات الهواء، والمراتب بوظيفة التبريد، والروبوتات المحببة التي تهدئ مستخدميها في النوم بحركات محاكاة التنفس، والإضاءة المعززة للنوم (دون ضوء أزرق)، والتطبيقات التي تقوم على أساس عملية النوم مع الموسيقى الهادئة، وصوت البحر. كما يمكن للهاتف الذكي تسجيل كم من الوقت استمر الصمت الليلي، وكم بقي النائم في مراحل النوم الخفيفة أو العميقة أو الحلم، وما هو مؤشر النوم، وهل كان مستيقظا لفترة أطول بينهما، هل توقف عن التنفس في بعض الأحيان، وإذا كان الأمر كذلك، فإلى متى؟. وأصبح تتبع النوم اتجاها صحيا. ويمكن العثور على مئات التطبيقات في متجر التطبيقات يُتاح للمستخدمين من خلالها مراقبة نومهم وتحسينه وإطالة فتراته.
وتعمل الشركات الناشئة على تطوير طرق وبرامج قياس أكثر دقة من أجل علاج مشاكل النوم ، والتي ربما اكتشفتها الأجهزة في المقام الأول فقط. ويرى توماس بينزل، وهو عالم الأحياء البشري والمدير العلمي لمركز طب النوم متعدد التخصصات في المستشفى الجامعي ”برلين شاريتيه“، أن مثل تلك الأجهزة والتطبيقات قد تساهم في تحسين صحة النوم العامة والفردية، كما يمكنها كذلك إضعافها – ”فالأمر برمته يعتمد على كيفية استخدام تلك الأجهزة والتطبيقات“. ويقول بينزل، وهو أيضا رئيس الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم، إن ”السنوات القليلة الماضية، شهدت تعبير العديد من الناس عن خوفهم الكبير؛ نظرا لأن تطبيقات النوم الخاصة بهم وفرت لهم بيانات مقلقة“. وأضاف: ”نستمر في رؤية الأشخاص الذين تركوا التطبيق لأنه يثير جنونهم“.
وتابع بينزل: ”يمكن أن تكون هذه بالتأكيد مؤشرات على اضطرابات النوم التي تتطلب العلاج، لكن أولئك الذين ينامون بالفعل بشكل سيئ يتلقون ردود فعل سلبية مستمرة من البرامج وبالتأكيد لم يعودوا يجدون السلام“. وفي مثل هذه الحالات ينصح بشدة بعدم المراقبة الذاتية دون إشراف طبي. وهناك نوعان من اضطرابات النوم الرئيسية التي يتعامل معها بينزل وفريقه في الممارسة السريرية اليومية؛ أحدها هو ما يسمى بانقطاع النفس الانسدادي النومي. وانقطاع النفس النومي، ”عادة توقفات في التنفس مصحوبة بشخير عالٍ، ما قد يؤدي إلى نوبات قلبية وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب بسبب نقص الأكسجين وما ينتج عنه من إجهاد“. أمّا النوع الآخر من اضطرابات النوم، ”مجموعة الأرق“، وهي حالة ينام فيها المصابون بشكل سيئ، ويستلقون مستيقظين لساعات في الليل ويكونون متعبين بشدة أثناء النهار.
منذ 4 سنوات