عربية وعالمية

صور: 14 لاجئة يلخصن ثمن الحرب الذي تدفعه المرأة السورية

منذ 12 سنة

صور: 14 لاجئة يلخصن ثمن الحرب الذي تدفعه المرأة السورية

gal

قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته إن النساء في سوريا تعرضن للاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والأذى البدني، والتضييق، والتعذيب أثناء النزاع السوري، من جانب القوات النظامية، والمليشيات الموالية لها، والجماعات المسلحة المعارضة للحكومة. ستقوم لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (لجنة السيداو) بإجراء استعراض لوضع السيدات السوريات يوم 4 يوليو 2014 في جنيف. يتتبع التقرير المكون من 47 صفحة، ” مازلنا هنا: سيدات على جبهات النزاع السوري” مصائر 17 سيدة سورية أصبحن الآن لاجئات في تركيا، ومن خلال التوصيف بالكلمة المكتوبة والتصوير الفوتوغرافي، يوثق التقرير تأثير النزاع السوري على المرأة بصفة خاصة. تعرضت السيدات اللواتي تتبعهن التقرير لانتهاكات على أيدي القوات النظامية وتلك الموالية لها، وكذلك على أيدي الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة، مثل لواء الإسلام، وجماعات متطرفة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وقالت ناشطات وعاملات إغاثة إنهن تعرضن للتهديد والاعتقال والاحتجاز التعسفيين والتعذيب على أيدي قوات حكومية أو قوات المعارضة المسلحة. كما تعرضت كافة المحتجزات الست السابقات اللواتي استعرضهن التقرير للإساءة البدنية أو التعذيب أثناء الاحتجاز، وتعرضت سيدة واحدة للاعتداء الجنسي عدة مرات. قالت سيدات أخريات إنهن وقعن ضحايا للقيود التمييزية المفروضة على ملبسهن وتحركاتهن. وأصيبت سيدات عديدات أو فقدن بعض أفراد عائلاتهن في اعتداءات عشوائية عديمة التمييز على المدنيين من جانب القوات الحكومية. وقالت لايزل غيرنهولتز مديرة قسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش: “لم تُعف المرأة من وحشية النزاع السوري في أي جانب من جوانبه، إلا أنها ليست مجرد ضحية سلبية. إن المرأة تتولى مسؤوليات متزايدة ـ سواء كان هذا باختيارها أو بضغط الظروف ـ ولا ينبغي أن تدفع الثمن ترهيباً واعتقالاً وإساءة، بل وتعذيباً “.

ويعد استعراض اللجنة الأممية فرصة لتسليط الضوء على محنة المرأة في سوريا ـ وبوجه خاص أن الحكومة السورية والعديد من الأطراف غير التابعة للدولة ترتكب انتهاكات بحق السيدات والفتيات في مناخ من الإفلات التام من العقاب، بحسب هيومن رايتس ووتش. يتعين على اللجنة حث الحكومة السورية على التوقف عن عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين وكافة أشكال العنف ضد النساء، والتحقيق في تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها. واللجنة أثناء استعراضها مسؤولة عن تقييم مدى تقيد الدولة الطرف بالتزاماتها بموجب اتفاقية السيداو والتوصية بإجراءات يتعين عليها اتخاذها لتحسين وضع السيدات والفتيات. قالت هيومن رايتس ووتش إن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والحكومة السورية وغيرهما من الأطراف المعنية ضمان التمثيل والمشاركة التامة والجدية للمرأة في مباحثات أو مفاوضات السلام المقبلة كلها، وكذلك ما يتلوها من عمليات لوضع السياسات وإقرار السلم.

يستند التقرير إلى مقابلات مع 27 لاجئة ومع ممثلي 7 من مقدمي الخدمات في غازي عنتاب وكلس بتركيا في مارس وأبريل2014. قال عدد من السيدات لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات نظامية أو جماعات مسلحة غير تابعة للدولة مارست بحقهن التضييق أو التهديد أو الاحتجاز بسبب نشاطهن السلمي، بما في ذلك التخطيط والمشاركة في مظاهرات سلمية، وتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين المحتاجين. ووصفت سيدات أخريات خبرتهن بعد تولي عمادة أسرهن أو إعالتها فعلياً حينما اعتقلت القوات الحكومية أقاربهن الذكور، أو حينما أصيبوا أو قتلوا في هجمات عشوائية عديمة التمييز على مناطق مدنية بأيدي جماعات مسلحة.

كانت مايسة، 30 سنة، تقدم المساعدة الطبية لأفراد جماعات مسلحة معارضة للحكومة، وتعمل في قناة فضائية مؤيدة للمعارضة، قبل احتجاز قوات أمنية حكومية لها في دمشق في أبريل 2013. اعتدى عليها أفراد قوات الأمن بالضرب طوال الليل بخرطوم أخضر غليظ: “كانوا يصفعونني على وجهي، ويجرونني من شعري، ويضربونني على قدمي وعلى ظهري وفي كل مكان”. تمت الإشارة إلى السيدات اللواتي تتبعهن التقرير بالاسم الأول فقط، أو باسم مستعار، حسب الوضع الأمني الخاص بكل منهن. وقد قامت جماعات مسلحة غير حكومية أيضاً بالتضييق على سيدات من اللواتي استعرضهن التقرير واحتجازهن، وفرض سياسات تمييزية على السيدات والفتيات، بما في ذلك القيود على الملبس وحرية التنقل. كانت بريفان، 24 سنة، وهي سورية كردية، تقدم المساعدة الطبية لأشخاص يعيشون في مخيم اليرموك المحاصر في دمشق حين احتجزتها جماعة لواء الإسلام المسلحة غير التابعة للدولة. تم الإفراج عن بريفان بعد 10 أيام، ولكن حين حاولت إعادة افتتاح صيدليتها البدائية في المخيم، هددتها داعش لأنها ترتدي الحجاب دون العباءة. قالت: “قالوا لي: ‘إذا رأيناك بهذا الشكل ثانية فسوف نقتلك. إذا رأيناك في هذه المنطقة سنشنقك‘”.

وقالت أخريات لـ هيومن رايتس ووتش إنهن أصبن أو فقدن أقارب لهن في هجمات عشوائية عديمة التمييز على مناطق مدنية. وصارت العديدات منهن العائل الرئيسي لأسرهن نتيجة للنزاع. قتل أربع من أطفال أمل الخمس في قصف بالقنابل البرميلية على حلب في يوليو2013. وبعد هذا بقليل تعرض زوجها لسكتة دماغية أصابته بشلل جزئي وإعاقة في الكلام، وتضطلع أمل، 44 سنة، بدور راعيته. في مارس رحلت الأسرة إلى تركيا لطلب العلاج الطبي والرعاية التأهيلية للزوج. وهناك كانوا ينامون بمنتزه في العراء ويعتمدون على الصدقات لتناول الوجبات. ومنذ بدء الانتفاضة السورية في مارس2011، أجرت هيومن رايتس ووتش بعثات للتحقيق في سوريا، وتركيا، ولبنان، والأردن، وكردستان العراق لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان بأيدي كافة أطراف النزاع، بما في ذلك عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والتعذيب، والقيود التمييزية على السيدات والفتيات، والإعدام دون محاكمة، وهدم الأحياء دون وجه حق، واستخدام الأسلحة الكيماوية والمحرقة.

syria woman_0

عائشة – 45 عاماً – التي أصيبت بالشلل بعد أن أصابتها رصاصة قناص في عنقها وهي تشتري الخضراوات من السوق في حلب، أصبحت محددة الإقامة في هذا السرير بالطابق الأول الذي تشارك فيه أسرتها في غازي عنتاب بتركيا. من الحين للآخر تخرجها بناتها اللائي يرعينها في مقعد متحرك. قالت ابنة لها: “أغلب الوقت هي في هذا الفراش”.

syria woman2_0

أمل، 44 عاماً، مع طفلها المتبقي، في حديقة كانت الأسرة تنام فيها لدى وصولها إلى كلس في تركيا. بعد انفجار في حلب أودى بحياة أربعة من أبنائها الخمسة، أصيب زوج أمل بجلطة أصابته بالشلل النصفي. غادرت الأسرة سوريا بحثاً عن الرعاية الطبية له.

syria woman3_0

بريفان، 24 عاماً، كانت توفر المساعدات الطبية في مخيم اللاجئين الفلسطينيين اليرموك في دمشق، حيث احتجزها لواء الإسلام، وهي جماعة مسلحة معارضة، لأسباب منها علاج ضحايا ذكور وعدم ارتداء حجاب. قالت: “أسوأ شيء لم يكن أن النظام هو الذي اعتقلني، إنما اعتقلني الناس الذين كنت أعاني معهم”.

syria woman4_0

فتحية، 25 عاماً، وطفلاها الناجيان، أحمد – 5 أعوام – ويوسف – 10 أعوام – يجلسون تحت بطانية كانت أسرتها تنام عليها عندما ضربت قنبلة بيتهم في مدينة عزاز شمالي سوريا، فقتلت زوجها واثنين من الأبناء. قالت فتحية: “كانت البطانية غارقة في الدماء. غسلتها والآن لا يمكنني النوم دونها. حاولت أمي رميها فصرخت”.

syria woman5_0

هالة الفنانة والطالبة الجامعية البالغة من العمر 23 عاماً شاركت في المظاهرات السلمية وساعدت في توصيل المساعدات الطبية حتى قامت الشرطة في حلب بالقبض عليها. قالت إنهم عذبوها وصعقوها بالكهرباء. أضافت هالة: “لا يهمني القنابل البرميلية أو الموت، لكن عندما يتم القبض عليك تموتين ألف مرة”.

syria woman6_0

بصفتها موفرة الرعاية الصحية الوحيدة في تجمع للسوريين النازحين بمخيم اليرموك المحاصر في دمشق، فإن جلنار – 27 عاماً – كانت تشخص وتعالج السيدات اللائي ما كن ليسعين للحصول على علاج من موفر للخدمة الصحية من الرجال. قالت: “بالنسبة لهؤلاء السيدات كنت الوحيدة هناك القادرة على مساعدتهن. رفضت سيدة أن تكشف لأحد عن طفح جلدي مصابة به لمدة أسبوع، لأن الطبيب كان رجلاً”.

syria woman7_0

كندة، 28 عاماً، ترتدي ثوب زفاف في متجر في جنوب تركيا في أبريل2014. في نوفمبر 2012 احتجزتها القوات النظامية برفقة ثلاث سيدات أخريات بعد أن خرجن في مسيرة في ثياب العرس التقليدية بصفتهن “عرائس السلام” في سوق دمشق القديمة، داعيات إلى إنهاء العنف ووقف قتل المدنيين في سوريا. تم احتجازهن لثلاثة أشهر تقريباً.

syria woman8_0

قالت مها – 28 عاماً – (إلى اليسار): “لثلاثة أشهر، كنت أشعر أن أحدنا سيموت” في إشارة إلى مجموعة النشطاء الشبان التي كانت فيها. في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 كانت قد انتهت برفقة المجموعة للتو من مظاهرة سلمية أمام مسجد في حلب، عندما أصابت قذيفة حكومية المكان، فقتلت زوجها الذي تزوجته قبل أسابيع قليلة. أختها نهى – 23 عاماً – (إلى اليمين) ناشطة بدورها، وقد تم اختطافها من قبل ميليشيات موالية للحكومة وهي في طريقها للعمل في دمشق، في أغسطس 2012، وتم احتجازها 23 يوماً.

syria woman9_0

قامت القوات النظامية باحتجاز مايسة، 30 عاماً، وهي ممرضة عناية مركزة، بعد أن اكتشفت توفيرها المساعدات الطبية للمصابين وأنها تذيع برنامج تلفزيوني معارض للحكومة. أثناء احتجازها طرف السلطات، قامت داعش باحتجاز أختها سمر. في الصورة ترفع مايسة لافتة تدعو فيها إلى الإفراج عن أختها. اللافتة التي تحيل إلى إفراج داعش عن اثنين من الصحفيين الإسبان في مارس بعد أسرهم لستة شهور، تقول: “اللي رجع البسمة لأهالي الصحفيين الإسبانيين بيقدر يرجعلنا البسمة إلنا كمان ويرجعلنا سمر صالح المخطوفة من داعش”.

syria woman10_0

احتجز الجنود الحكوميون نايلة، 52 عاماً، عند نقطة تفتيش عندما اكتشفوا أنها تقل منشقاً من الجيش. عذبوها واحتفظوا بها في الحبس الانفرادي لعدة أيام بإحدى فروع المخابرات الجوية في دمشق. أثناء احتجازها الذي دام سبعة شهور، شهدت نايلة أيضاً على تعذيب وانتهاك حقوق سجينات أخريات. قالت: “لا يمكنك التخيل.. ليلاً نهاراً الصراخ والبكاء والضرب”.

syria woman11_0

سلوى، 40 عاماً وابنتها كفاء – 5 أعوام – تعانيان من حروق شديدة، بعد أن اشتعلت أسطوانة غاز في مطبخها أثناء غارة جوية على الحي الذي كانت تسكنه في حلب. الإصابة الشديدة في وجه كفاء تمنعها من فتح فمها بالكامل، وهو ما يقول والداها إنه يؤدي إلى الحد من قدرتها على تناول الطعام. قالت سلوى: “نخشى على مستقبلها وما سيحدث لها”.

syria woman12_0

طيبة، 36 عاماً، مدرسة ابتدائية في حلب، وهي تدرس الآن في مدرسة للأطفال السوريين في كلس بتركيا، حيث هي المعيل الرئيسي لأسرتها اللاجئة، ما يمثل تحولاً كبيراً عن حياتها قبل النزاع في سوريا. قالت: “على النساء طمأنة أزواجهن: أنا لست الرجل لمجرد أنني أجني النقود”.

syria woman13

رغم أن زينب البالغة من العمر 42 عاماً قد فقدت ابنها وزوجها في هجمتين منفصلتين من القوات النظامية، والتي أدت أيضاً إلى إصابة دائمة لحقت بعيني ابنها الثاني، فقد وجدت الدعم في منظمة غير حكومية محلية في غازي عنتاب بتركيا، حيث تقود مشروع طهي نسائي.