ظاهرة الزواج من القاصرات السوريات تصل للمتاجرين بالدين

شاعت عبر وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة ظاهرة زواج اللاجئات السوريات لاسيّما القاصرات في بلدان لجئن إليها بعد فرارهن من سوريا في أعقاب أعمال عنف تشهدها سوريا الآن، وقد يُشجعهن على ذلك العروض التي تُقدم لهُن تضمن لهم الاستقرار، حيث توافق اُسرهن على هذه الزيجات بهدف الستر لهن، وفي بعض الأحيان هناك من يطلب مبالغ محددة لغرض دعم الثورة، ويُلاحظ أن ثمّة إقبالا على زواج الفتيات السوريات وبخاصة القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 15 ربيعاً.
وتحت عنوان (لاجئات سورية حرائر لا سبايا) كتب الدكتور عبد الباري عطوان مقالته في صحيفة القدس العربي اللندنية حيث تطرق للموضوع وناقش سُبل علاج هذه المشكلة، وأشار إلى أن الصحف الأردنية تحدثت عن بعض علماء دين طلّقوا زوجاتهم من أجل الزواج من لاجئات سوريات، وفي السياق نفسه ذكرت مواقع عراقية ظاهرة إجبار بعض اللاجئات السوريات على (زواج المتعة)، وأضاف عطوان بقوله (هؤلاء المُتاجرون بالدين كرروا الأمر نفسه أثناء مأساة البوسنة، حيث سارعوا للظفر بالبوسنيات الأرامل أو العذارى، وأن الأخوة في الدين والستر لهن كانت الذريعة لهم في ذلك ثم تخلوا عن معظمهن في نهاية الأمر،ويضيف عطوان (الزواج سترة، لا أحد يُجادل في ذلك، والفتاوى التي تصدُر في مساجد دول عربية، حيث تدفق بعض اللاجئين أمر حميد، لكن ما يثير الشك والريبة هو إستغلال الظروف المعيشية لهؤلاء والدليل على ذلك زواج شيوخ متقدمين في السن من فتيات قاصرات دون الخامسة عشرة، وأن اللاجئون السوريون لم يذهبوا إلى الأردن من أجل تزويج بناتهم لكل من يبحث عن المتعة وإنما للعيش الكريم توفره دول عربية تدّعي دعم الثورة السورية، وأفاد الدكتور عطوان بأن دولا عربية سنت قوانين لمواجهة ظاهرة (الرق الابيض) حيث تمنع تسجيل أي عقد زواج عندما يكون الفارق في السن بين الزوجين اكثر من 25عاما، وأنه يأمل أن تُسِن الحكومة الأردنية قوانين مثل تلك القوانين.
وتحت عنوان (الزواج من سورية نازحة) كتب محمد العصيمي في صحيفة اليوم السعودية عن تسابق (المجاهدين) في مخيمات اللاجئين في إعلان نيتهم الزواج من سوريات قاصرات يبحثن عن الستر، وتنشر ظاهرة الزواج من فتيات سوريات إلى درجة أن صاحب صفحة (سوريات مع الثورة) على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك أعلن لزوار صفحته (الساعين خلف شهواتهم)، عدم قبول أي طلبات زواج لأن الوقت ليس وقت زواج .. سوريا في حالة (حرب)، وأكد العصيمي فكرته بقوله (أي أمة هذه التي يطفئ أحزان بناتها نيران شهوات أبنائها؟ وأي خداع أو تبرير يرتكبه هؤلاء المُستغلون لظروف أخواتهم في القومية والدين فيتسابقون لشرائهن في سوق نخاسة النزوح الإجباري؟).

شاهد أيضاً:
انتشار ظاهرة زواج الأردنيين من اللاجئات السوريات القُصر بحجة الستر عليهن
إدارة القمر الصناعي (نايل سات) تقرر وقف بث القنوات السورية
لورين شقيقة زوجة توني بلير تكشف عن الأسباب التي أدت إلى إسلامها